(الطير الجريح) عضو ذهبى
عدد المساهمات : 396 تاريخ التسجيل : 09/07/2010 الموقع : محافظة الـــخرج
| موضوع: قصة تائب يرويها بنفسه الثلاثاء يوليو 13, 2010 1:59 pm | |
| السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أخوانى و أخواتى فى الله الكرام بعد الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم أما بعد , تعالوا اليوم نتعرف على شخصية عجيبة فعلا أستطاع أن يذهب الى الحق بعد أن كان فى الضلال الشديد أنه التحول الرهيب فعلا هى قصة سيدنا أبو سفيان بن الحارث كان مولد سيدنا أبو سفيان بن الحارث فى نفس زمن ميلاد رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم و هو أبن عم سول الله فأبوه هو الحارث بن عبد المطلب و كذلك كان أخو النبى صلى الله عليه و سلم من الرضاعة فقد رضعا من السيدة حليمة السعدية و هو بعد ذلك كله كان الصديق الحميم للرسول صلى الله عليه و سلم قبل النبوة و كان أحد خمسة أكثر الناس شبها بالرسول صلى الله عليه و سلم . و من العجيب فى أمر الرجل أنه ما كاد الرسول صلى الله عليه و سلم يظهر دعوته و ينذر عشيرته حتى شبت نار الضغينة فى نفس أبو سفيان فتحولت الصداقة الى عداوة و الرحم الى قطيعة و الأخوة الى صد و أعراض . فقد كان أبو سفيان من أنبه و أشهر فرسان قريش و شاعرا من أعلى شعرائهم شأنا و مقاما و قد جند أبو سفيان كل طاقته و همته لمحاربة الرسول صلى الله عليه و سلم و طال زمن عداوة أبى سفيان للرسول صلى الله عليه و سلم حتى قارب عمر هذه العداوة الى عشرين عاما خلالها لم يترك أبو سفيان ضربا من ضروب الكيد للنبى صلى الله عليه و سلم الا فعله و لا صنفا من صنوف الأذى للمسلمين الا أرتكبه و باء بأثمه و مع كل هذا أسلم نعم أسلم و أصبح سيدنا ابو سفيان من المجاهدين المحافظين على رفع راية الحق المبين استطاع ابو سفيان ان يتغلب على شياطين الغرور و الكفر و استطاع ان يتغلب على هوى النفس تحولت حياته تحول عجيب فعلا و أنى اتعجب حقا أى قلوب هذه التى كانت فى صدور الصحابة أنها القلوب التى اذا ادركت الحق عملت له بكل طاقتها و تحولت و نست العصيان و الطغيان و الكفر و الفجور و الأن تعالوا أخوانى و أخواتى فى الله نتعرف على قصة اسلام الرجل منه شخصيا بروايته هو لعلنا نستفيد منها و نتعرف أكثر على الصحابة الأطهار الغر الميامين أصحاب الأفضال على كل مسلم اليوم و مسلمة فهم الذين نقلوا لنا هذا الدين . قال أبو سفيان : لما استقام الأمر للاسلام و قر قراره و شاعت اخبار توجه الرسول صلى الله عليه و سلم الى مكة ليفتحها فضاقت عليا الأرض بما رحبت و قلت لنفسى : الى أين أذهب ؟؟؟ و من أصحب ؟؟ و مع من أكون ؟؟؟ ثم جئت بزوجتى و أولادى تهيئوا للخروج من مكة فقد أوشك وصول محمد و انى لمقتول لا محالة ان أدركنى المسلمون فقالوا لى : أما آن لك أن تبصر أن العرب و العجم قد دانت لمحمد صلى الله عليه و سلم بالطاعة و أعتنقت دينه و أنت تزال مصرا على عداوته و كنت أنت أولى الناس بتيأيده و نصرته ...؟؟؟؟؟؟ و ما زالوا بى يعطفونى على دين محمد و يرغبوننى فيه حتى شرح الله عز و جل صدرى للاسلام فقمت من توى و قلت لغلامى "مذكور " هيئ لنا فوقا و فرسا و أخذت معى أبنى جعفرا و جعلنا نغذ السير نحو "الأبواء " بين مكة و المدينة فقد بلغنى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نزل فيها , و لما اقتربت منها تنكرت حتى لا يعرفنى أحد فيقتلنى قبل ان اصل الى النبى صلى الله عليه و سلم و أعلن اسلامى بين يديه , و مضيت أمشى على قدمى نحوا من ميل و طلائع المسلمين تمضى ميممة سيرها نحو مكة جماعة أثر جماعة فكنت أتنحى عن طريقهم خوفا من أن يرانى و يعرفنى أحدهم , و فيما أنا كذلك أذ طلع الرسول صلى الله عليه و سلم فى موكبه فتصديت له و وقفت تلقاءه و حسرت عن وجهى فما ان ملأ عينيه منى و عرفنى حتى أعرض عنى الى الناحية الأخرى فتحولت الى ناحية وجهه الشريف فأعرض عنى و حول وجهه فتحولت الى ناحية وجهه الشريف حتى فعل صلى الله عليه و سلم ذلك مرارا و هكذا فعل صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم , فقد لقينى أبو بكر فأعرض عنى أشد الأعراض و نظرت الى عمر بن الخطاب نظرة أستلين بها قلبه فوجدته أشد أعراضا من صاحبه بل أنه قد أغرى بى أحد الأنصار فقال لى الأنصارى : يا عدو الله أنت الذى كنت تؤذى رسول الله صلى الله عليه و سلم و تؤذى أصحابه و قد بلغت فى عداوة النبى مشارق الأرض و مغاربها ...... و ما زال الأنصارى يستطيل عليا و يرفع صوته و المسلمون يقتحموننى بعيونهم و يسرون مما الآقى , عند ذلك أبصرت عمى العباس فلذت به و قلت : يا عم قد كنت أرجو ان يفرح رسول الله صلى الله عليه وسلم باسلامى لقرابتى منه و شرفى فى قومى و قد كان ما تعلم فكلمه فى أمرى ليرضى عنى . فقال عمى العباس : لا و الله لا أكلمه أبدا بعد الذى رأيته من أعراضه عنك الا ان سنحت فرصة فأنى أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقلت : يا عم الى من تكلنى اذن ؟؟؟ فقال العباس : ليس لك عندى غير ما سمعت .. فتملكنى الهم و ركبنى الحزن و لم ألبث أن رأيت ابن عمى على بن أبى طالب فكلمته فى امرى فقال لى مثل ما قال عمى العباس , عند ذلك رجعت الى عمى العباس و قلت له : ان كنت لا تستطيع أن تعطف عليا قلب رسول الله صلى الله عليه و سلم فكف عنى ذلك الرجل الذى يشتمنى و يغرى الناس بشتمى فقال العباس : صفه لى فوصفته له فقال العباس : ذلك نعيمان بن الحارث البخارى ....فأرسل اليه و قال له : يا نعيمان ان ابا سفيان ابنعم رسول الله صلى الله عليه و سلم و ابن اخى و ان يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم ساخطا عليه اليوم فسيرضى عنه يوما فكف عنه ... و ما زال به حتى رضى الرجل ان يكف عنى و قال : لا أعرض له بعد الساعة . و لما نزل اللرسول صلى الله عليه و سلم بالجحفة "مكان بين مكة و المدينة"جلست على باب منزله صلى الله عليه و سلم و معى أبنى جعفرا قائما فلما رآنى و هو خارج أشاح بوجهه الشريف بعيدا عنى فلم أيأس من استرضائه و جعلت كلما كلما نزل فى منزل أجلس على بابه و أقيم على ذلك زمانا فلما أشتد عليا الأمر و ضاق قلت لزوجتى : و الله ليرضين عنى رسول الله صلى الله عليه و سلم أو لآخذن بيد أبنى هذا ثم لنذهبن هائمين على وجهينا فى الأرض حتى نموت جوعا و عطشا , فلما بلغ هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم رق لى .... و لما خرج صلى الله عليه و سلم من قبته نظر الى نظرا ألين من النظر الأول و كنت أرجو أن يبتسم . ثم دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة المكرمة فدخلت فى ركابه و خرج الى المسجد فخرجت أسعى بين يديه لا أفارقه على حال . حتى كان يوم حنين و قد جمعت العرب لحرب نبى الله صلى الله عليه و سلم جمعا كبيرا و أعدت للحرب ما لم تعد من قبل و كان عزم العرب على أن تجعل هذه الحرب هى القاضية على الاسلام . و خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم للقائهم فى جموع من أصحابه فخرجت معهم و لما رأيت جموع المشركين الكبيرة قلت فى نفسى : و الله لأكفرن اليوم عن كل ما سلف منى من عداوة الرسول صلى الله عليه و سلم و ليرين الرسول منى ما يرضى الله عنه و يرضيه صلى الله عليه و سلم عنى . و لما ألتقى الجمعان اشتدت وطأة المشركين على المسلمين فدب فيهم الوهن و الفشل و جعل الناس يتفرقون عن النبى صلى الله عليه و سلم و كادت تحل بنا الهزيمة المنكره و اذا برسول الله فداه أبى و أمى يثبت فى المعركة على بغلته الشهباء و كأنه الطود الراسخ و يجرد سيفه و يجالد عن نفسه و عمن حوله كأنه الليث الثائر المغوار . عند ذلك وثبت عن فرسى و كسرت غمد السيف و الله يعلم أننى اريد الموت دون رسول الله و أخذ عمى بلجام بغلة الرسول صلى الله عليه و سلم و وقف بجانبه , و أخذت أنا مكانى فى الجانب الآخر و فى يمينى سيفى أذود به عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أما شمالى فكانت ممسكة بركابه . فلما نظر النبى صلى الله عليه و سلم الى حسن بلائى قال لعمى العباس : من هذا ؟؟؟ فقال العباس : هذا أخوك و ابن عمك أبو سفيان بن الحارث فأرضى عنه يا رسول الله . فقال النبى صلى الله عليه و سلم : قد فعلت و غفر الله له كل عداوته عادينيها فاستطار فؤادى فرحا برضى رسول الله صلى اللهعليه و سلم عنى و قبلت رجله فى الركاب عندها التفت رسول الله اليا و قال : أخى لعمرى .... تقدم فضارب . ألهبت هذه الكلمات حماسى فحملت على المشركين حملة أزالتهم عن مواضعهم و حمل معى المسلمون حتى طردناهم قدر فرسخ و فرقناهم فى كل وجه . ظل أبو سفيان بن الحارث منذ حنين ينعم بجميل النبى صلى الله عليه و سلم و يسعد بكريم صحبته لكنه لم يرفع بصره اليه ابدا حياءا منه و خجلا من ماضيه . أعرض أبو سفيان عن الدنيا و زهرتها و أقبل على الله بكل جارحة من جوارحه حتى ان الرسول صلى الله عليه و سلم عندما رآه فى احدى المرات يدخل المسجد قال لعائشة رضى الله عنها و ارضاها هى و ابوها : أتدرين من هذا يا عائشة ؟؟؟ قالت الطاهرة العفيفه أم المؤمنين : لا يا رسول الله قال صلى الله عليه و سلم : انه ابن عمى ابو سفيان بن الحارث أنظرى انه أول من يدخل المسجد و آخر من يخرج منه و لا يفارق بصره شراك نعله . و لما لحق الرسول صلى الله عليه و سلم بالرفيق الأعلى حزن عليه أبو سفيان بن الحارث أشد الحزن و فى خلافة الفاروق رضى الله عنه أحس ابو سفيان بن الحارث بدنو أجله فحفر لنفسه قبرا بيديه و لم يمضى على ذلك غير ثلاثة ايام حتى حضرته الوفاة كأنه مع الموت على ميعاد فالتفت لزوجته و أولاده و أهله و قال : لا تبكونى فوالله ما تعلقت بخطيئة منذ أن اسلمت ...... ثم فاضت روحه الطاهرة الى بارئها و صلى عليه الفاروق و الصحابة الأطهار و حزنوا عليه حزنا شديدا . أنتهى الى هذا الحد النص المنقول بتصرف من كتاب صور من حياة الحابة للدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا و لكنى فعلا اتعجب منه قصه الرجل فها هو ابو سفيان الصديق الودود للرسول قبل البعثة يتحول الى ألد أعدائه و يحارب المسلمين و يؤذى رسول الله صلى الله عليه و سلم و يصبح رمزا من رموز الشرك و معاداة الرسول و المسلمين . و لكن عندما حل بقلبه النور و عرف قدر نبى الله صلى الله عليه و سلم جاهد بنفسه و يحاول استرضاء الرسول صلى الله عليه و سلم طمعا فى مرضاة الله عز و جل مهما كانت العقبات مهما كان الصد ان الأنسان السوى العاقل اذا وجد نفسه على غير الصواب فأنه يميل الى ان يصحح مساره و ينحاز تجاه الحق و يسعى الى ذلك جاهدا غير متخاذل يضحى فى سبيل الحق و هذا ما فعله سيدنا ابو سفيان بن الحارث الذى اكتشف انه على غير الصواب فغير مساره تجاه الحق و الصواب و الرشد و الرشاد و النجاة و الفوز بالجنة و جاهد فى سيبل ذلك و لن تثنيه عقبات الطريق و ظل يحاول اصلاح ما فاته باسترضاء رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى رأى منه الرسول صلى الله عليه و سلم ما سره و جعله يرضى عنه بل و يدعو له بالمغفرة . يالها من شخصية جديرة بكل اجلال و تقدير و احترام شخصية لا يهمها لوم اللأئمين و لا شماتة الشامتين و لا حقد الحاقدين و لا هم له الا الحق المبين و رضى رب العالمين و الفوز بجنات النعيم يوم لا ينفع مال و لا بنون الآ من أتى الله بقلب سليم . أخواتى و أخواتى فى الله سامحونى اعرف أننى اطلت عليكم و لكنى أردت من هذه القصة أن نتعرف على شخصية جديدة من عالم الصحابة , ذلك العالم الذى يمتلئ برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه , ذلك العالم الذى ندين له نحن و أجيال سبقتنا و أجيال بعدنا بجميل توصيل الرسالة المحمدية الينا و توصيا الأحاديث المروية عنهم لرسول الله صلى الله عليه و سلم , عالم الصحابة الذين فتحوا بلاد الله شرقا و غربا و شمالا و جنوبا و أذا بنا نحن بتخاذلنا نفقد هذه البلدان واحدة تلو الأخرى و نفقد مجدا بناه الأجداد بدمائهم و أرواحهم و بذلوا فى سبيل بنائه كل رخيص و نفيس . و أسمحوا لى أن أسأل نفسى و أسألكم و لا اريد لسؤالى هذا أجابة بل احتفظوا بالأجابات لأنفسكم السؤال : ماذا قدمت لدين الله طوال حياتك ؟؟؟؟؟؟؟ أرجو قبول العذر للأطالة و أنتظركم على الرابط التالى
http://www.bramjnet.com/vb3/showthread.php?t=89571
دمتم و أهليكم بكل خير و لا تنسونا من دعاء بظهر الغيب فى السحر لنا و لأمة محمد صلى الله عليه و سلم | |
|